مقالات وآراء

الشهداء لا يموتون.. إنهم خالدون في ضمير الوطن

بقلم/شحاته زكريا

Oplus_131072

في كل وطن هناك أسماء لا تُنسى وأرواح لم تفنَ لأنهم لم يكونوا مجرد أفراد عاشوا ورحلوا ، بل كانوا شعلة أضاءت الطريق لغيرهم. هؤلاء هم الشهداء الذين لم يكن الموت بالنسبة لهم نهاية بل بداية لحياة أبدية في ذاكرة الأمة، وسجل التاريخ وقلوب الأجيال التي تأتي من بعدهم.

الشهادة ليست مجرد لحظة تنتهي فيها حياة فرد ، بل هي قصة تُكتب بدماء الشجعان وتُروى عبر الأزمان ، وتبقى محفورة في الوجدان. الشهيد لا يسقط بل يرتقي، ولا يُنسى، بل يصبح رمزا خالدا. حين يضحّي الإنسان بنفسه من أجل قضية عادلة أو من أجل الدفاع عن أرضه أو من أجل حماية شعبه فإنه لا يموت ، بل يتحوّل إلى ضوء يضيء للأحياء طريق الكرامة.

إن الشهيد لم يختر طريق الراحة ولم يبحث عن الأمان الشخصي بل كان يعلم أن هناك ثمنًا يجب دفعه ، وأن الوطن لا يُحفظ بالكلمات، بل بالأفعال، وأن الحرية ليست منحة، بل تُنتزع بدماء الأبطال. لم يكن يخشى الموت لأنه كان مؤمنا بأن حياته الحقيقية تبدأ عندما تنتهي رحلته على الأرض.

في يوم الشهيد لا نبكي فراقهم بل نحتفل بحياتهم ، نروي قصصهم، نستلهم شجاعتهم، ونتعلم منهم معنى التضحية. هؤلاء الذين غادرونا لم يتركوا وراءهم مجرد أسماء على الجدران بل تركوا ميراثا من العزة والكرامة ، تركوا رسالة واضحة: الوطن لا يبنى إلا بالتضحيات ولا يبقى إلا بإيمان أهله به.

إن الشهيد لم يكن جنديا فقط ، ولم يكن محاربا في معركة فحسب، بل كان ابنًا، وأخًا، وصديقًا، وزوجًا، وربما أبًا لم يرَ طفله يكبر لكنه رحل وهو مطمئن أن أبناءه وأبناء وطنه سيعيشون في أمان بفضل تضحيته.

وحين نسمع اليوم أصوات أطفال يلعبون في الشوارع، وأمهات ينمن مطمئنات ، وشباب يحلمون بالمستقبل ، علينا أن نتذكر أن هناك من قدّم حياته حتى يصبح كل هذا ممكنًا.

الشهيد لم يكن يبحث عن الخلود لكنه ناله.. لم يكن يطلب التكريم لكنه استحقه.. لم يكن يطمح إلا في وطن آمن، وها هو قد صنعه لنا بدمائه.

إننا في هذا اليوم لا نقف فقط لنرثيهم ، بل لنؤكد أننا لن نخون دماءهم ، لن نخذل أحلامهم لن نفرّط في وطنٍ حفظوه لنا بأرواحهم. سنظل نذكرهم ، نحفظ وصيتهم، ونسير على دربهم ، لأن الشهداء لا يموتون.. إنهم خالدون في ضمير الوطن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى