الحوار كجسر نحو استقرار داخلي وخارجي

كتب /شحاته زكريا
في ظل التحديات العالمية التي يواجهها العالم اليوم.من الأزمات الاقتصادية إلى الأوضاع السياسية المعقدة، تبرز ضرورة الحوار كأداة أساسية لتحقيق التوازن بين مختلف القوى على الصعيدين الداخلي والدولي. في مصر.كما في بقية دول العالم يتطلب النجاح في هذه الأوقات الدقيقة تعاونا بين كافة الأطراف.مع إعطاء الأولوية لفهم الآخر بشكل أكثر عمقا.
التحديات التي يواجهها المجتمع المصري اليوم ليست بالأمر السهل.من التضخم الاقتصادي إلى مشكلات البنية التحتية، مرورا بتسارع التحولات العالمية التي تؤثر مباشرة على الاقتصاد المحلي. ولكن في ظل هذه الأزمات يبرز دور الحوار الوطني كأداة رئيسية لبناء حلول مبتكرة وفعالة. من خلال استثمار التعددية داخل المجتمع المصري سواء على صعيد القوى السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية ، يمكننا أن نبني قاعدة للتعاون المشترك ، تعزز الاستقرار وتدفع نحو المستقبل.
لا يمكن إغفال أن “العولمة” التي شكلت جزءا كبيرا من تحديات القرن الواحد والعشرين قد أثرت بشكل غير مسبوق على سياسات الدول. ومع أن العولمة قد تحمل العديد من الفرص إلا أنها تجلب معها صراعات وتفاوتات يصعب التغلب عليها دون التعاون الفعّال بين الدول. ويجب أن نعترف أن الحوار بين الدول والشعوب أصبح ضرورة ملحة لتحقيق السلام العالمي في ظل الأزمات المستمرة في الشرق الأوسط وأماكن أخرى.
في هذه “القرية الكونية” التي أصبحت اليوم أكثر ترابطا نجد أن الحاجة إلى تعزيز الحوار بين الثقافات ليست فقط لتقريب وجهات النظر ، بل لإيجاد حلول متكاملة للأزمات العالمية. فالعلاقات الدولية لا تتمحور حول القوة العسكرية فقط ، بل حول بناء تفاهمات مستدامة تشمل تبادل المعرفة والموارد وتقديم حلول للمشكلات المشتركة مثل تغير المناخ والتحديات الاقتصادية.والأزمات الإنسانية.
تزداد أهمية الحوار مع الآخر.على المستوى الإقليمي والدولي في ظل الأزمات المستمرة. فمصر على سبيل المثال.التي تعد لاعبا رئيسيا في المنطقة العربية ، تعتمد على مبادئ الحوار والتعاون مع جيرانها لتعزيز استقرار المنطقة. في هذا السياق.لم تكن العلاقات مع دول الجوار مثل السودان وليبيا وفلسطين مجرد تحركات دبلوماسية فحسب.بل كانت حصيلة شراكات قائمة على الفهم المتبادل والرغبة المشتركة في الاستقرار.
ومع أن الوضع في مصر يتطلب مواجهة تحديات داخلية معقدة فإن الحكومة المصرية قد أظهرت قدرة كبيرة على التعامل مع هذه الأزمات من خلال سياسات تدعم الحوار المستمر بين الأطراف المختلفة. من خلال حوار مجتمعى شامل تضع مصر الأسس لتطوير خطط اقتصادية واجتماعية تتسم بالمرونة والابتكار. فنحن نشهد اليوم العديد من المشروعات الوطنية الكبرى التي لا تقتصر على البنية التحتية بل تشمل التعليم والصحة والابتكار التكنولوجي مما يعكس رؤية استراتيجية للمستقبل.
أما على المستوى الخارجي فإن الانفتاح على الحوار مع القوى الدولية سواء عبر مبادرات إقليمية أو اتفاقيات عالمية هو الطريق لتوطيد العلاقات وتعزيز مصالح مصر في الساحة الدولية. فالتعاون مع المؤسسات الدولية والإقليمية هو أساس استدامة الاستقرار السياسي والاقتصادي.
في الختام يبقى الحوار هو الأساس لتحقيق أي تقدم مستدام سواء على الصعيد الداخلي أو على مستوى العلاقات الدولية. وإذا كان هناك شيء نحتاجه أكثر من أي وقت مضى فهو تبني ثقافة الحوار الهادئ والمثمر ليس فقط لمعالجة القضايا الحالية ولكن لبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة وهو ما يعكس التزام مصر بالاستقرار والتقدم على كافة الأصعدة.