أرض اللؤلؤ- رحلة في قلب القيادة الملهمة بقلم د. غادة فتحي الدجوي

أرض اللؤلؤ- رحلة في قلب القيادة الملهمة
بقلم د. غادة فتحي الدجوي
في عالمٍ يبحث عن قياداتٍ تُضيء الدروب، لا بقوة السلطة وحسب، بل بصدق القيم وعمق الرؤية، انعقد “مؤتمر القيادة العالمي ـ
المؤتمر الأول للقضاة والقانونيين” ليكون أكثر من مجرد لقاءٍ أكاديمي أو موتمر علمي. لقد كان احتفاءً بالقيادة الحقيقية، تلك التي تُبنى على “النزاهة والحكمة والإنسانية”. وكأن الحضور، بقاماتهم الفكرية وأخلاقهم الرفيعة، كانوا لآلئَ مضيئةً في محارة هذا العصر، كلٌّ منهم يشعُّ ببصيرةٍ تهدي، وقلبٍ يفيضُ إنسانيةً ووعيًا.
القيادة هنا.. ليست منصبًا بل روحًا ،ما أروع ذلك المشهد الذي جمع قادةً لا يحملون ألقابًا فحسب، بل يحملون رؤىً تُغيّر! لم يكن الحديث عن القانون هو المحور، بل **فن القيادة** بكل أبعادها: كيف نُلهِم؟ كيف نبتكر؟ كيف نُحدث فرقًا؟ كانت الجلسات حوارًا صادقًا مع الذات قبل أن تكون نقاشًا مهنيًا، وكأن المتحدثين يهمسون للعالم: “القيادة الحقيقية تبدأ من الداخل”.
و تنظيمٌ يُغنيك قبل أن يُعلمك… من اللحظة الأولى، كان المؤتمر تحفةً في “فن استقبال الأفكار والقلوب”. كل تفصيلٍ كان يُحدث فرقًا: من ترتيب وتنظيم يشجع على الحوار، إلى تنوّع المتحدثين الذين جاؤوا من ثقافاتٍ مختلفةٍ داخلية وخارجية لكنهم اجتمعوا تحت مظلة القيم الإنسانية المشتركة والقيادة الحقيقية . لقد حوّل المنظمون القاعة إلى “واحةٍ للتعلم والإلهام”، حيث لم تكن الكلمات تقال بل تُختبر، وكأنهم يقولون للعالم: “هكذا تُقاد الأمم.. بتناغم العقل والقلب”.
فكانوا لآلئ من الشرق والغرب فعندما تتحاور العقول قبل الثقافات ، لم يكن التنوع الجغرافي مجرد رقمٍ يُذكر، بل كان درسًا عمليًا في القيادة الشمولية. متحدثين متخصصين يتحدثون عن المرونة في اتخاذ القرار، ومتحدثون يُشاركون تجربتهم في **قيادة التغيير بروح الفريق**، ومتحدثين واعيين ومتخصصين من بقاع الارض لإلهام الحضور بقصص **القيادة المجتمعية والعملية وقصص الملهمين و ذوي القدرات الخاصة**.
جاء المؤتمر ليُذكّرنا بأن القيادة الناجحة لا تعرف حدودًا، وأن **أفضل القادة هم أولئك الذين يصنعون من التنوع سيمفونيةً إنسانية**.
فلنرفع القبعة للجنة العلمية والثقافية بنادي مستشاري النيابة الإدارية قد زرعوا الوعي فحصدوا إرثًا…
وفي قلب هذا الزخم، برز دور **اللجنة بنادي مستشاري النيابة الإدارية، الذين لم يكتفوا بتنظيم الفعاليات، بل جعلوا من المؤتمر “منصةً لزرع الوعي وترسيخ الثقافة” . لقد قدّموا نموذجًا للقيادة الخادمة، حيث لا يُعلّم القائدُ فريقه، بل يُصغي إليه ويُنميه. جهودهم كانت كتلك اللآلئ النادرة، تلمع في عتمة الروتين لتقول:”الثقافة ليست ترفًا.. بل هي أساس البناء”.
وحقا اللؤلؤ لا يبلى، لقد غادر الحضور المؤتمرَ وكلٌّ منهم يحمل في قلبه لؤلؤةً جديدة، فكرةً أعمق، رؤيةً أوضح، إيمانًا أقوى بالقيادة التي تُغيّر. وسنظل في المقالات القادمة نستكشف تلك الكنوز، و نقف عند بعض الجمل الرنانة التي تعتبر كل جملة فيها وكأنها كتاب كامل بتدريباته الحقيقية على ممارسة فن وعلم القيادة لأن الإرث الحقيقي للقادة ليس في ما يقولونه، بل في **ما يزرعونه في نفوس من يتبعهم**.
هكذا كان مؤتمر القيادة العالمي: **لآلئ من الحكمة تُعلّمنا أن القيادة ليست سلطةً.. بل إشراقةٌ تُضيء الدرب لكل من يبحث عن نورٍ يُلهِمه**.