حفل أوبربال فيينا 2025 تقرير هاله المغاورى
أقيم أوبربال فيينا 2025 في دار أوبرا بفيينا ليكون أحد أبرز الأحداث الاجتماعية والثقافية في النمسا والعالم. وكما هو الحال في كل عام، جمع الحفل بين الأناقة، الفنون الكلاسيكية، والتقاليد العريقة. إلا أن نسخة هذا العام حملت طابعًا خاصًا، حيث احتفل العالم بذكرى الـ200 لميلاد يوهان شتراوس الابن، مما جعل العروض الموسيقية والرقصات أكثر تميزًا.
استقطب الحفل أكثر من 5,150 ضيفًا من الشخصيات السياسية، الثقافية، الفنية، ورجال الأعمال، كما شهد تنظيمًا فخمًا جعله حدثًا لا يُنسى. وعلى الرغم من وجود احتجاجات سلمية خارج دار الأوبرا، إلا أن الأجواء الداخلية للحفل كانت مفعمة بالسحر والفخامة.
أبرز الشخصيات السياسية التى حضرت الحفل :
• الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، الذي ألقى كلمة مقتضبة عن أهمية الثقافة في تعزيز الهوية النمساوية.
• المستشار النمساوي ألكسندر شالنبير، الذي حضر برفقة زوجته، مشيدًا بمكانة أوبربال فيينا كحدث عالمي.
• عدد من السفراء الأوروبيين، إضافة إلى ممثلين عن العائلة المالكة النمساوية.
اما أبرز الشخصيات الفنية التى حضرت الحفل كان من بينهم :
• آنا نيتريبكو، السوبرانو العالمية الشهيرة، التي كانت ضيفة شرف الحفل.
• يوناس كاوفمان، نجم الأوبرا الألماني، الذي قدّم أداءً مؤثرًا خلال الأمسية.
• فرقة الباليه الوطنية النمساوية، التي قدمت عروضًا راقية مستوحاة من أعمال شتراوس.
ومن الشخصيات بارزة في عالم المال والأعمال
• كبار رجال الأعمال من النمسا وأوروبا، حيث يُعد الحفل فرصة مثالية لتواصل نخبة الأثرياء والمستثمرين.
• ممثلون عن الشركات الراعية للحفل، مثل رولكس وكريستوفل، اللتين كانتا من الداعمين الرئيسيين للحدث.
كما أثار غياب رجل الأعمال النمساوي ريتشارد لوغنر لأول مرة منذ عقود تساؤلات، حيث اعتاد على حضور الحفل برفقة نجمات عالميات.
استُهلت الليلة بعرض باليه مبهر على أنغام “Kaiserwalzer”، حيث قدمت فرقة الباليه الوطنية النمساوية أداءً ساحرًا بتصميم من أليكسي راتمانسكي. كما قادت أوركسترا فيينا الفيلهارمونية بقيادة المايسترو ريكاردو موتي الفقرة الافتتاحية، مما أضفى طابعًا كلاسيكيًا مميزًا.
واحتفالًا بذكرى الـ200 لميلاد يوهان شتراوس الابن، تضمنت الأمسية مجموعة من أشهر مقطوعاته الكلاسيكية، أبرزها:
• “The Blue Danube” (الدانوب الأزرق) – حيث اختتمت بها الليلة في مشهد ساحر.
• “Radetzky March” – التي تفاعل معها الحضور بالتصفيق المتناغم.
• “Frühlingsstimmen” (أصوات الربيع) – التي أضفت أجواء حيوية على السهرة.
• “Wiener Blut” (دم فييني) – والتي جسدت روح الموسيقى الفيينية العريقة.
كما شارك 180 زوجًا من الشباب في رقصة الفالس الافتتاحية، مرتدين أزياء تقليدية فاخرة ، وتميزت الرقصة بالتناسق والدقة، مما جعلها من أبرز لحظات الأمسية.
كما هو التقليد، اختُتم الحفل برقصة “الدانوب الأزرق”، حيث امتلأت قاعة الأوبرا بالراقصين، ما أضفى أجواء ساحرة لا تُنسى.
زُينت دار الأوبرا بآلاف الورود الطبيعية، مقدمة من دار بلومنر فيينا.
• أُضيفت لمسات فاخرة مثل الثريات الكريستالية والمرايا العتيقة، التي عززت الطابع الملكي للحفل.
التزم الحضور باللباس الرسمي الصارم، حيث ارتدى الرجال بدلات سوداء مع ربطات عنق بيضاء، بينما تألقت السيدات بفساتين سهرة راقية من علامات مثل ديور وشانيل وفالنتينو.
ضم العشاء الفاخر أطباقًا مميزة من المطبخ النمساوي، منها:
. فيليه لحم الغزال مع صلصة الكمأة السوداء.
• سمك السلمون المدخن مع كافيار أوسيترا.
• تحلية زاخرتورته الشهيرة.
• قُدمت مجموعة مختارة من أفضل أنواع النبيذ النمساوي والشامبانيا الفرنسية.
كما شهدت ساحة دار الأوبرا فى ذلك اليوم احتجاجات سلمية نظمتها مجموعات تطالب بالعدالة الاجتماعية والبيئية. بقيت الاحتجاجات هادئة وتحت رقابة أمنية مشددة، دون أن تؤثر على مجريات الحفل.
بعد انتهاء العروض الرسمية، استمرت الاحتفالات في غرف الأوبرا والمناطق المحيطة بها، حيث عزفت فرق موسيقية مقطوعات كلاسيكية وجاز حديث.بقي العديد من الضيوف للرقص وتبادل الأحاديث في أجواء من الفخامة حتى ساعات الصباح الأولى.
أشادت وسائل الإعلام النمساوية والعالمية بالحفل، معتبرةً أنه كان من أفضل حفلات أوبربال فيينا في السنوات الأخيرة. كما اثنى نقاد الموسيقى على الأداء الرائع لأوركسترا فيينا الفيلهارمونية وفرقة الباليه الوطنية. كذلك الضيوف عبّروا عن إعجابهم بالأجواء الساحرة والتنظيم الدقيق.
بالفعل كان أوبربال فيينا 2025 ليلة استثنائية احتفت بالفن والتاريخ والفخامة، مجسدةً روح فيينا الثقافية بأبهى صورها. من العروض الموسيقية الرائعة إلى الأجواء الملكية الفاخرة، تميز الحفل بأنه حدث لا يُنسى سيظل محفورًا في ذاكرة النخبة العالمية.