فن وثقافة

قصر بردكاريس بطنجة .. حكاية من غرام المتزوجين إلى عشق المختطفين

نفحات تاريخية

بقلم ا.محمدعبدالرزاق

  1. قصر بردكاريس بطنجة .. حكاية من غرام المتزوجين إلى عشق المختطفين

“في أجمل مكان في العالم، سأبني لك قصرا”، هذه هي الجملة التي سبقت بناء قصر بردكاريس بغابة الرميلات، رئة مدينة طنجة البيئية.
فإلى أقصى غرب مدينة طنجة، ينتصب هذا القصر التاريخي شامخا، تحكي جدرانه قصة ألف ليلة وليلة، بين عشق ولد عن قناعة وآخر ولد من رحم الاختطاف والصراع، في فصول قُص شريطها منتصف 1878م.
هذا القصر يعود إلى الديبلوماسي الكبير بردكاريس، الذي اختار مدينة طنجة مكانا لاستقراره، وأمان له في رحابها من الحرب الأهلية الأمريكية.
َأصيبت زوجته إلين فارين بمرض السل، ووعدها ببناء قصر لها في أجمل مكان في العالم حتى تتنفس فيه هواء نقيا، بعدما أصيب بعمى الغرام تجاه عروس الشمال.
لكن دوام الحال من المحال، فبعد سنوات إنقلب نعيم هذا القصر، الذي يعانق المتوسط والأطلسي باطلالة بهية، إلى جحيم، ليشكل حدثا سياسيا دوليا واسعا، وسينمائيا لاحقا، بعدما قام أحمد الريسوني، المتمرد ضد التوسعي الغربي في الشمال المغربي، باختطاف بردكاريس وعائلته للمساومة، حسب ما ذكره خالد طحطح، الباحث المتخصص في تاريخ طنجة.
حادثة هذا الاختطاف، وإن شكلت حدثا عالميا، تنوعت فيها مغالطات في الروايات الغربية بغرض الإساءة، فإن الثابت فيها هو عشق عائلة المليونير الأمريكي لسجانها، بسبب حسن المعاملة ورفعة الأخلاق، ففور الإفراج عنهما حاولت الصحافة الغربية اللعب على وتر مصطلح العصابة، إلا أن مساعيها أجهضت بتصريح بردكاريس بنفسه، حينما وطأت أقدامه التراب الاوربي، وفق ما نقله المؤرخ أحمد الزياني عن لسان بردكاريس ” لست نادما لسجني بعض الوقت … الريسوني ليس قاطع طريق، وليس قاتلا، بل وطني ومضطر لارتكاب هذه الأفعال”
وفي عام 1975م أنتجت السينما الأمريكية فيلما عن قصر بردكاريس، بعنوان الريح والأسد، يسرد تحول عملية اختطاف سياسي إلى قصة غرام عاطفي.
قصر بردكاريس، الذي كان أحد أركان مدينة طنجة السياسية، يصبح، اليوم، أحد ثوابت متاحفها السياحية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى