نعيمة سميح… سلطانة الطرب المغربي وكوكب الغناء في المغرب
نعيمة سميح… سلطانة الطرب المغربي وكوكب الغناء في المغرب
نعيمة سميح، اسم محفور في ذاكرة الفن المغربي، لُقبت بـ”سلطانة الطرب” بفضل صوتها الفريد وبحتها المميزة، التي تجعل المستمع يتعرف عليها من أول نغمة، تميز أداؤها بصدق الإحساس، مما جعل كلمات أغانيها تتناغم مع مشاعر الجمهور، فتصل إلى القلوب بسهولة.
رغم أن أغانيها حملت في كثير من الأحيان طابع الحزن، إلا أنها استطاعت أن تبعث فيها روح البهجة بفضل طريقتها المتفردة في الأداء، وتبقى أغنيتها الشهيرة “ياك أجرحي” واحدة من أبرز محطاتها الفنية، حيث تزامن صدورها مع فترة مرضها ومعاناتها من فقر الدم، ما جعل الجمهور يربط بين كلماتها وحالتها الصحية، ليزداد تعاطفه معها وترسخ الأغنية في وجدانه كعمل فني خالد.
لم تقتصر مسيرة نعيمة سميح على الأغاني العاطفية فحسب، بل نجحت في إضفاء لمسة وجدانية خاصة على الأغنية الوطنية، فمثلاً، أغنيتها “البحارة” التي تغنت بالملك الراحل الحسن الثاني وتناولت قضية الصحراء المغربية، لم تكن مجرد أغنية وطنية عابرة، بل تحولت إلى عمل خالد لا يزال يبث عبر الإذاعات ويستمع إليه الجمهور وكأنه أغنية حب عاطفية.
بداية مسيرتها الفنية كانت من خلال برامج اكتشاف المواهب، حيث لفتت الأنظار لأول مرة عبر برنامج إذاعي من إعداد الإعلامي محمد البوعناني، ثم أكدت موهبتها من خلال برنامج آخر قدّمه عبد النبي الجراري، الذي كان له الفضل في إبراز العديد من الأصوات المغربية التي حققت شهرة واسعة.
تميزت أعمالها بجودة النصوص التي كتبها شعراء كبار في الأغنية المغربية العصرية، مثل علي الحداني الذي كتب “ياك أجرحي”، ومصطفى بغداد صاحب “أحلى صورة” و”دموع الكيّة”، إضافة إلى فؤاد بوصفيحة الذي كتب “رماني الريح”، وأحمد الطيب لعلج الذي أبدع “غاب عليّ الهلال”، وإلهام سلاتي صاحبة كلمات “الحسن السامي”.
نعيمة سميح ليست مجرد مطربة، بل هي جزء من وجدان المغاربة، إذ توّجها الجمهور بصاحبة الصوت الأقوى والأجمل في تاريخ الأغنية المغربية، وإذا كانت أم كلثوم هي كوكب الشرق، فإن نعيمة سميح ستظل كوكب المغرب بلا منازع.