المغرب يواصل تألقه السياحي… 4 ملايين زائر في 3 أشهر

المغرب يواصل تألقه السياحي… 4 ملايين زائر في 3 أشهر
شهد القطاع السياحي في المغرب انطلاقة قوية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2025، حيث تمكنت المملكة المغربية من استقطاب نحو 4 ملايين سائح، وهو رقم يعكس استمرار الجاذبية السياحية للمغرب وتعافي هذا القطاع الحيوي بعد التحديات العالمية التي أثرت عليه خلال السنوات الماضية.
وبحسب معطيات صادرة عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني بالمغرب، فإن عدد السياح الوافدين خلال هذه الفترة يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بنفس الفترة من عام 2024، وهي السنة التي اختتمها المغرب باستقبال 17.4 مليون سائح، أي بارتفاع نسبته 20 بالمائة مقارنة بسنة 2023. ويُعزى هذا الأداء الإيجابي إلى مجموعة من العوامل التي ساهمت في تعزيز جاذبية المغرب كوجهة سياحية عالمية.
من بين هذه العوامل، تبرز سياسة توسيع شبكة الخطوط الجوية التي ربطت المغرب بمزيد من العواصم والمدن الدولية، ما سهل على السياح الوصول إلى مختلف جهات المملكة، كما ساهم تنويع العروض السياحية في إبراز غنى وتنوع المقومات الثقافية والطبيعية للبلاد، من السياحة الشاطئية والجبيلة إلى السياحة الثقافية والصحراوية، إلى جانب ذلك، عرف قطاع الفندقة والخدمات السياحية استثمارات متواصلة لتحديث البنية التحتية ورفع جودة الخدمات، بما يتماشى مع المعايير الدولية.
وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن طموحات المغرب تتجاوز الأرقام الحالية، إذ تضع المملكة نصب أعينها هدف استقبال 26 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2030، وذلك في سياق استعداداتها لاستضافة كأس العالم لكرة القدم بالشراكة مع كل من إسبانيا والبرتغال، لتحقيق هذا الهدف، تعمل الجهات المختصة على تسريع وتيرة تطوير المشاريع السياحية، وتعزيز الجهود الترويجية على الصعيد الدولي، وفتح أسواق جديدة أمام السياحة المغربية.
وتجدر الإشارة إلى أن السياحة تُعد من الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث تسهم بنسبة تقارب 7 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، وقد بلغت مداخيل القطاع السياحي في الفترة ما بين يناير ونوفمبر 2024 حوالي 104 مليارات درهم، مسجلة زيادة بنسبة 7.2 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2023، وهو ما يعكس الدور المتنامي لهذا القطاع في توفير العملة الصعبة وتعزيز فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة.
في ظل هذه الدينامية المتواصلة، يبدو أن المغرب ماضٍ في ترسيخ مكانته كوجهة سياحية رائدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، من خلال رؤية طموحة تقوم على تنويع المنتج السياحي وتحسين جودة الخدمات وتعزيز الترويج للكنوز الثقافية والطبيعية التي تزخر بها المملكة.