فن وثقافة

قاضي مغمور ينقل المغرب من زمن المخطوط إلى عصر المطبوع

نفحات تاريخية

 

بقلم/محمد عبدالرازق

متى دخلت المطبعة المغرب؟
في سنة 1864، فوجئ عمال ميناء مدينة الصويرة بوصول آلة غريبة، جلبها شخص مغربي من مصر، يدعى محمد الطيب بن محمد السوسي التملي الروداني، وهو قاضي تارودانت.
عمال الميناء، آنذاك، لم تكن لهم أيّ معرفة سابقة بهذا النوع من الآلات، فقد اضطروا إلى منع خروج هذا “الشيء” في انتظار ما يقرره السلطان، محمد بن عبدالرحمن، الذي ما لبث أن أمر بمصادرتها، ونقل الآلة إلى مدينة مكناس، حيث لم يتم تشغيلها الا بعد سنة من ذلك.
لم يُكتب للروداني أن يشاهد إنتاج مطبعته، بعد أن توفي سنة 1865. أما المطبعة، التي سميت ب”المطبعة السعيدة” فظلت خاضعة للإشراف المباشر للسلطات المخزنية إلى حدود سنة 1871. وقد كان أول إصداراتها كتاب “الشمائل المحمدية ” لأبي عيسى محمد بن عيسى الترمذي.
وتحولت المطبعة الحكومية، فيما بعد، إلى مؤسسة فردية، تحمل اسم “المطبعة الفاسية” ثم “المطبعة العامرة”.
ورد اسم الروداني في المصادر التاريخية باسم الطيب، وباسم محمد الطيب، الذي أورده محمد المنوني في كتابه “مظاهر يقظة المغرب الحديث”، وأوردت كثير من الأدلة أن اسمه الصحيح هو الطيب.
وقال المختار السوسي عن الروداني، بأنه كان “أدمث أهله خلقا وألينهم عريكة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى