تقنية “التجميد العلاجي” تُحدث ثورة في علاج الأورام دون جراحة كبرى هاله المغاورى فيينا

أعلن أطباء روس عن تحقيق تقدم لافت في مجال علاج الأورام، عبر استخدام تقنية حديثة تُعرف باسم “التجميد العلاجي”، ما يفتح آفاقاً جديدة في الطب الحديث لعلاج الأورام بفعالية وبأقل تدخل جراحي ممكن.
ونقل موقع صحيفة إزفيستيا الروسية تفاصيل هذه التقنية المبتكرة التي تعتمد على خفض درجة حرارة الورم بشكل دقيق، باستخدام إبر تبريد خاصة يتم توجيهها إلى موقع الورم تحت إشراف التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan). وبفضل هذا التوجيه الدقيق، يتم تجميد الخلايا المصابة تدريجياً حتى تصل إلى درجة حرارة تصل إلى سالب 40 درجة مئوية، وهي درجة كفيلة بالقضاء على الأنسجة السرطانية دون التأثير على الأنسجة السليمة المحيطة.
وأوضح الدكتور ستانيسلاف علي، الأستاذ المشارك في معهد جراحة المسالك البولية والصحة الإنجابية بجامعة موسكو، أن الاعتماد على التصوير المقطعي بدلاً من الموجات فوق الصوتية (السونار) رفع من دقة الإجراء بشكل كبير، حيث بات بإمكان الأطباء رصد الورم وحدوده بدقة، ومتابعة تكوّن “كرة ثلج” حوله مع بدء عملية التجميد.
وأشار إلى أن هذه الطريقة تُنفذ تحت تخدير موضعي فقط، مما يقلل من المخاطر المحتملة المرتبطة بالتخدير العام، ويتيح للمريض العودة إلى منزله في نفس اليوم، مقارنة بالأساليب التقليدية التي كانت تتطلب إقامة طويلة في المستشفى.
وأضاف علي: “عند تكوّن كرة الثلج حول الورم بشكل كامل، نكون قد تحققنا من استيفاء كافة المعايير العلمية للعلاج بنجاح”، مؤكداً أن التقنية أثبتت فعاليتها السريرية، خاصة في الحالات المعقدة التي يصعب معها اللجوء إلى الجراحة.
وكان الأطباء قد طبقوا هذا الأسلوب مؤخرًا على مريض يبلغ من العمر 69 عامًا ويعاني من أمراض مصاحبة مزمنة، حيث تم العلاج بنجاح دون أي مضاعفات تُذكر.
تُعد تقنية التجميد العلاجي نقلة نوعية في مجال الأورام، حيث تجمع بين الفعالية والدقة وتقليل المضاعفات، ما يعزز من فرص تبنيها كخيار علاجي أساسي خلال السنوات المقبلة.