من عالم خاص إلى صالة وصول بقلم د. غادة فتحي الدجوي

من عالم خاص إلى صالة وصول
بقلم د. غادة فتحي الدجوي
القراءة من العادات الجميلة في حياتنا، الكثير من الأجيال مازالت تحافظ على هذه العادة الجميلة سواء من خلال قراءة الكتب الورقية أو السمعية أو من خلال التطبيقات الإليكترونية …صفحة إلى صفحة و من فقرة إلى فقرة في سلاسة حتى إنك أحيانًا تصل إلى أخر الكتاب دون أن تشعر… وبعض الكتب تحمل العديد من المعاني و لكن بعد قراءتها تشعر أحيانا “بالنهجان” و كأنك كنت تجري و مشاعرك تفيض لدرجة الإجهاد، وهناك بعض الكتب التي تجعلك تنتقل من ومن الرائع أن تجد ما تقرأه من روايات صغيرة حجمًا وعميقة في نفس الوقت وفي طيات سطورها لغة بسيطة تشجع على الحوار الداخلي الثري…
منذ شهور قرأت مجموعة قصصية تحت اسم “عالم خاص” وهذا الكتاب كان باكورة قلم الكاتبة ماريانا برسوم، وجاء الكتاب الثاني للمؤلفة.
حينما تنقلت بين الصفحات وبين القصص، تذكرت عندما كنت أعمل في احدى المدارس كان لدينا حفلة في نهاية العام الدراسي تسمى “الانترناشيونال داي” اليوم العالمي، يقوم كل فصل باختيار دولة و تمثيلها من خلال الملابس والطعام و الرقصات وكل ما يدل على هذه الدولة وكأنك في مطار عالمي تنتقل بين الدول في سلاسة و انبهار واعجاب و كأنك تعيش في هذه الدولة …هذه المشاعر انتابتني حين قرأت الكتاب الذي يتكون من 9 قصص في حقيقتها منفصلة و لكن هناك انتقال سلس جدا بين القصص و كأنها تنقلك داخل كل قصة في صالة وصول خاص بها، فلدينا 9 صالات وصول … 9 عوالم خاصة نتحرك بداخلها لنجد عالم به مشاعر إنسانية ودروس مستفادة بل الأكيد أنها ستلامس موقف في حياتك و تلامس بعض الحلول التي سوف تلامسها بين السطور.
في قصص المطالعة المدرس الواعي يبدأ بغلاف القصة ويسأل الطلاب ماذا ترون في هذا الغلاف؟ تخيل ماذا تحكي هذه القصة من الغلاف وفي النهاية يسأل طلاب ترى من تحب أن تكون من شخصيات القصة ولماذا؟ كي يجد كل طالب من روحه في طيات السطور.
وهذا ما فعلته الكاتبة بدأت كل قصة برسم بسيط ولكنه معبر، إن وقفت عند وتفكرت ترى ماذا تعبر هذه الصورة؟ ربما يأتي خيالك بقصصك أنت لتجدها بين قصص ماريانا برسوم… فتبدأ “بالكوخ” فهناك جملة توقفت عندها “لو كنت أسكن طوال حياتي وسط الطبيعة لكنت أسعد إنسانة في الوجود” لأفكر جميعنا نسكن داخل الطبيعة على اختلافها بين الحقول والنيل والبحر والجبال…ترى هل نراها؟ هل نري الكنز الذي نعيش فيه…أم كل شخص منا لا يرى الطبيعة التي يعيش فيها طامعًا في أخرى دون أن يعي النعم التي حوله.
ثم سأقفز إلى صالة وصول أخرى “لوحة الموزايكو” وتوقفت عند هذه الفقرة “ظَلَّتْ كاثرين تَنْسِحُ خُيُوطَ عَلاقَاتِهَا بِالْمُجْتَمَعِ المحِيطِ بِهَا يَوْمًا بَعْدَ يوْمٍ، وَكَأَنها تكونُ لَوْحَةً مُوزَايَكُو (الفُسَينِسَاءِ) وَلَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ أَنَّها تـرَى العَلاقَاتِ مِنْ مَنْظُورِهَا هِيَ فَقَطْ وَلَيْسَ مِنْ مَنْظُورِ مَنْ حَوْلهَا.” وبدأت في التفكير هل نفكر عندما ننسج خيوط علاقتنا في الحياة بشكل حقيقي ونكون علاقات صحيحة ولها هدف مشترك بين جميع الأطراف أم نرى الصورة من طرف واحد مثل كاثرين. وأحب أن استكمل الرحلة بين صالات الوصول في كتاب صالة وصول من أنامل وعقل ماريانا برسوم وكانت لي ملاحظة تربط بين الكتابين الخاصين بها ” ان لها سن قلم واحد سيروي العديد من الروايات في خط جديد وسيأتي يومًا ما لن تحتاج لقراءة اسم المؤلف فعندما ستقرأ كلماتها ستعرف من الكاتبة…
أتمنى للجميع ان يجد صالة الوصول الخاصة به في الحياة لينطلق منها إلى حياه جديدة وعالم خاص بها ينتج ويفكر ويضع بصمته الصادقة التي تحفر مكانها في قلب الحياة…