صحف وتقارير

سالزبورغ تتألق من جديد: انطلاقة قوية للدورة 105 من أعرق مهرجانات أوروبا الفنية هالة المغاوري – فيينا

في مشهد فنيّ فريد يليق بمدينة وُلد فيها موزارت، افتُتحت مساء 26 يوليو 2025 فعاليات مهرجان سالزبورغ الدولي للموسيقى والفنون، في دورته الخامسة بعد المئة، ليجدد حضوره الراسخ كأحد أعرق المهرجانات الفنية عالميًا. يشكّل هذا الحدث تظاهرة ثقافية كبرى تجمع بين الأوبرا والموسيقى الكلاسيكية والمسرح، في احتفال يستقطب فنانين وجمهورًا من مختلف أنحاء العالم.
شهدت قاعة “Felsenreitschule” الافتتاح الرسمي بحضور عدد من كبار الشخصيات، من بينهم الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين، والرئيس الروماني نيكوشور-دانييل دان، إلى جانب نائب المستشار ووزير الثقافة أندرياس بابلر. جاءت كلماتهم لتعكس أهمية المهرجان كمنصة ثقافية إنسانية، تؤكد على التعددية والتسامح والحوار.
في كلمتها الافتتاحية، ألقت المؤرخة والصحفية آني أبلباوم، الحائزة على جائزة بوليتزر، خطابًا عميقًا سلط الضوء على أهمية الوعي بالتاريخ وفهم كيف تؤدي الأنظمة الاستبدادية إلى تفكيك المجتمعات. أما الرئيس النمساوي، فخصّ الوضع في غزة بإشارة إنسانية مؤثرة، معتبرًا أن ما يحدث هناك يذكّرنا بأحداث مؤلمة من التاريخ، منها مجزرة أكتوبر 2023.
لم يخلُ الحفل من لحظات توتر، إذ قاطع عدد من النشطاء المؤيدين للقضية الفلسطينية خطاب وزير الثقافة، رافعين لافتات تطالب بوقف العدوان على غزة. ورغم الطابع السلمي للاحتجاج، تم إخراج المتظاهرين من القاعة بهدوء من قبل رجال الأمن، ليستأنف الحفل مجرياته بعد دقائق.
يمتد المهرجان حتى 31 أغسطس 2025، مقدمًا 174 عرضًا متنوعًا موزعة على 16 موقعًا في مدينة سالزبورغ، مما يعكس مدى تنوع الفعاليات وتوسع نطاقها.
كما يضم برنامجًا مخصصًا لفئة الشباب يحتوي على 37 فعالية، في خطوة تهدف إلى جذب جمهور جديد وإشراك الأجيال الصاعدة في الحراك الثقافي.
من أبرز العروض هذا العام:
• أوبرا “Giulio Cesare in Egitto” للمؤلف جورج فريدريش هاندل.
• عرض أوبرا “Maria Stuarda” الذي حظي بإعجاب واسع.
• مسرحية “Macbeth” الكلاسيكية، بمشاركة النجمة أسميك جريجوريان.
• العرض الأول للمسرحية الملحمية “Die letzten Tage der Menschheit”، والتي تقدم رؤية تأملية حول مصير البشرية.
لا يقتصر مهرجان سالزبورغ على كونه احتفالًا بالفن، بل يمثل كذلك منصة حيوية للتعبير عن قضايا إنسانية معاصرة، ويعكس كيف يمكن للفن أن يكون أداة للحوار، والمصالحة، والتفكير الجماعي.
في زمن تزداد فيه الاستقطابات السياسية والصراعات، يأتي مهرجان سالزبورغ ليعيد التأكيد على أن الثقافة لا تزال جسرًا يوصل بين الشعوب، ونافذةً نحو فهم أعمق للآخر.

خالد حسين

رئيس مجلس إدارة موقع وجريدة أخبار السياسة والطاقة نائب رئيس مجلس إدارة موقع تقارير الأمين العام للجمعية العربية الأوروبية للتنمية المستدامة رئيس لجنة الإعلام بالجمعية المصرية للبيسبول والسوفتبول عضو بالمراسلين الأجانب عضو بالإتحاد الدولى للأدباء والشعراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى