مصر.. شريان الدعم لغزة في وجه التعنت السياسي بقلم: هاله المغاورى فيينا

مصر.. شريان الدعم لغزة في وجه التعنت السياسي
بقلم: هاله المغاورى فيينا
منذ اندلاع الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، لم تتوانَ مصر يومًا عن الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، سياسيًا وإنسانيًا، باعتبار القضية الفلسطينية ركيزة من ركائز الأمن القومي المصري. ومع كل تصعيد، تتحرك القاهرة بكل أدواتها لاحتواء الأزمة، وتخفيف المعاناة عن المدنيين، خاصة في قطاع غزة، الذي طالما كان معبر رفح فيه المتنفس الوحيد للعالم الخارجي.
دور مصر الإنساني والسياسي
قدّمت مصر عبر السنوات مساعدات ضخمة لغزة، من قوافل طبية وغذائية، إلى استقبال الجرحى في مستشفياتها، فضلًا عن محاولات لا تُحصى للتوسط في اتفاقات تهدئة، ووقف إطلاق النار، وإنهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وليس خافيًا أن القاهرة كانت اللاعب الأبرز في كافة التفاهمات التي جرت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، حتى حين اختارت أطراف إقليمية أخرى النأي بنفسها عن هذا الملف المعقد.
حماس.. مواقف تعرقل الحلول
لكن في خضم هذه الجهود، تجد مصر نفسها أمام عراقيل متكررة من جانب حركة “حماس”، التي تصر على فرض شروطها الخاصة على دخول المساعدات، وتربطها بتفاهمات سياسية وأمنية لا علاقة لها بالوضع الإنساني الطارئ.
إغلاق معبر رفح لم يكن يومًا خيارًا مصريًا، بل نتيجة مباشرة لرفض “حماس” للآليات المتفق عليها لتوزيع المساعدات، وسعيها الدائم لفرض نفوذها على المعابر دون تنسيق فعلي مع الجهات المعنية، ما يعكس تغليبًا للمكاسب السياسية على مصلحة الشعب.
حسابات الفصائل… ضريبة يدفعها المدنيون
هذا التعطيل لم يقتصر على الجانب الإنساني، بل امتد ليُعرقل الجهود السياسية أيضًا. ففي كل مرة تقترب فيها مصر من التوصل إلى تهدئة شاملة، تُفاجأ بمواقف متشددة من “حماس”، تجهض ما تم تحقيقه، وتعيد الأمور إلى المربع الأول.
خلاصة الموقف
تُدرك مصر أن غزة ليست ملفًا عابرًا، بل مسؤولية تاريخية وأخلاقية. ولهذا تبذل كل ما بوسعها لإنهاء معاناة أهلها، رغم محاولات البعض التشويش على هذا الدور أو استغلال الأزمة لمصالح ضيقة.
المطلوب اليوم أن تتحلى الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها “حماس”، بالمسؤولية، وأن تضع مصلحة المواطن قبل أي حسابات، لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يحتمل مزيدًا من الانقسامات والمعاناة.