عربي وعالمي

هدنة هشة بين إيران وإسرائيل بوساطة أمريكية وسط تصعيد إقليمي مستمر

هدنة هشة بين إيران وإسرائيل بوساطة أمريكية وسط تصعيد إقليمي مستمر

كتب-بلال الفقى

طهران – 24 يونيو 2025
أعلنت الولايات المتحدة، مساء الاثنين، التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل بعد 12 يومًا من التصعيد العسكري غير المسبوق، وذلك بوساطة أمريكية وقطرية. يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه الأوضاع الإقليمية قابلة للاشتعال، بعد استهداف قاعدة أمريكية في قطر بصواريخ إيرانية، وتصويت البرلمان الإيراني على مشروع قانون لإغلاق مضيق هرمز.

وقال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي قاد جهود الوساطة، إن “الطرفين وافقا على وقف العمليات العسكرية بدءًا من صباح الثلاثاء”، مؤكدًا أن الهدنة تمثل “فرصة حقيقية لتفادي حرب شاملة في الشرق الأوسط”. لكن وفي تحدٍّ مباشر للتهدئة، أعلنت مصادر عسكرية إسرائيلية أن إيران أطلقت صواريخ إضافية بعد بدء سريان وقف إطلاق النار، ما أثار تساؤلات بشأن مدى التزام طهران بالاتفاق.

وفي تطور لافت، أعلنت طهران عن عملية عسكرية سمتها “بشائر النصر”، استهدفت خلالها قاعدة “العديد” الجوية الأمريكية في قطر، في رد مباشر على ما وصفته بـ”الاعتداءات الأمريكية المتكررة على منشآتها النووية”. وأكدت وزارة الدفاع الإيرانية أن العملية كانت “محسوبة بدقة” وأنه “تم إبلاغ الدول المعنية مسبقاً”.

من جهته، صوت البرلمان الإيراني بالأغلبية على مشروع قرار يدعو لإغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي لتصدير النفط العالمي، احتجاجًا على الضربات الأمريكية. ومن المتوقع أن يُعرض القرار على المجلس الأعلى للأمن القومي للمصادقة النهائية.

في الداخل الإيراني، تشهد البلاد موجة احتجاجات واسعة وإضرابات في قطاع النقل امتدت لأكثر من 150 مدينة، على خلفية أزمة اقتصادية خانقة تتجلى في ارتفاع معدلات التضخم والبطالة، وانقطاعات كهرباء مزمنة نتيجة نقص إمدادات الغاز. وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 50% من الإيرانيين باتوا تحت خط الفقر.

وفي سياق متصل، كشفت طهران في وقت سابق من يونيو عن صاروخ باليستي جديد أطلقت عليه اسم “قاسم بصير”، بمدى يصل إلى 1200 كيلومتر وقدرات متطورة لاختراق الدفاعات الجوية، في رسالة واضحة لتأكيد تفوقها العسكري رغم الضغوط الدولية.

تحليل: إلى أين تتجه الأزمة؟

رغم الإعلان عن وقف إطلاق النار، يرى مراقبون أن الهدنة قد لا تصمد طويلًا في ظل غياب ضمانات دولية والتوترات المتصاعدة على عدة جبهات. ويُتوقع أن يبقى مضيق هرمز والتصعيد البحري عنصرًا حساسًا قد يدفع المنطقة نحو مواجهات جديدة، إذا لم تُستكمل الجهود الدبلوماسية الجارية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى