ما بين الأمس واليوم… المغرب يحلق في سماء الاستثمار
بقلم / خالد حسين البيومي
يتجه الاقتصاد المغربي نحو آفاق أكثر إشراقا في عام 2025، مع توقعات بتحقيق نمو اقتصادي يصل إلى 3.6%، متجاوزا بذلك أداء عام 2024 الذي سجل 3.2%، وفقا لأحدث تقرير صادر عن البنك الدولي حول المستجدات الاقتصادية في المغرب.
وأوضح التقرير، الذي حمل عنوان “إعطاء الأولوية للإصلاحات لتعزيز بيئة الأعمال”، أن هذا النمو يُعزى إلى انتعاش القطاع الزراعي، حيث من المنتظر أن يشهد الناتج المحلي الزراعي نموا بنسبة 4.5%، مدفوعا بتحسن الظروف المناخية، كما أشار إلى أن نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي بدأت تنخفض تدريجيا رغم استمرار ضغوط الإنفاق.
وفي هذا السياق، صرح أحمد مصطفى تيدياي، المدير الإقليمي لدائرة المغرب العربي ومالطا بالبنك الدولي، أن “الآفاق الاقتصادية للمغرب لا تزال قوية، مدعومة بالسيطرة على معدلات التضخم، واستقرار ميزان المدفوعات، واستمرار السياسات التي تعزز ضبط المالية العامة واستقرار الدين العام”.
ويعكس الأداء الاقتصادي الراهن ثمرة رؤية المملكة 2030 التي بدأت تؤتي ثمارها، رغم التحديات التي فرضتها الظروف المناخية. فقد سجل المغرب متوسط نمو سنوي بلغ 3.5% في الفترة ما بين 2017 و2023.
وعلى صعيد التنمية الاجتماعية، حقق المغرب قفزات ملموسة في مجالات التعليم والصحة، إلى جانب توسيع مشاركاته الثقافية وتعزيز بروتوكولات التعاون مع عدد من الدول العربية والدولية.
أما على مستوى الأمن الغذائي، فتتوقع التقارير تحقيق إنتاج قياسي من محصول القمح خلال عام 2025، مع زيادة تُقدر بنسبة 41% ليصل حجم الإنتاج إلى 4.4 ملايين طن، في مؤشر على تعافي القطاع الزراعي وتعزيز الاستقلال الغذائي للمملكة.
المغرب، إذن، يسير بخطى ثابتة نحو مستقبل اقتصادي واعد، مدعوماً بإصلاحات جريئة وسياسات متوازنة، تجعله نموذجا يُحتذى في المنطقة.
