عربي وعالمي

لقاء المصالح الإقليمية – أردوغان يستقبل الشرع في إسطنبول هاله المغاورى فيينا

إسطنبول – السبت، 24 مايو 2025
في تطور سياسي لافت يُعد الأول من نوعه منذ سنوات، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره السوري أحمد الشرع في قصر دولمة بهجة بإسطنبول، اليوم السبت، في لقاء رسمي يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التواصل بين أنقرة ودمشق بعد قطيعة دامت أكثر من عقد.
وتأتي هذه الزيارة وسط تصاعد التوترات الإقليمية والضغوط الداخلية في البلدين، لتضع على طاولة الحوار ملفات معقدة مثل اللاجئين، الوجود العسكري في شمال سوريا، ومستقبل التعاون الأمني.
اللقاء يحمل في طياته دلالات سياسية متعددة، وقد يكون مقدمة لمقاربات جديدة تجاه الملفات العالقة في المنطقة.
وبثّت قناة TRT Haber الرسمية التركية مشاهد مصورة للقاء، أظهرت الرئيسين وهما يتصافحان في مكتب أردوغان، في مشهد رمزي يعكس بداية مرحلة جديدة من الحوار بعد سنوات من القطيعة والتوتر.
بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، فقد رافق الرئيس الشرع في زيارته إلى تركيا:
• وزير الخارجية السوري: أسعد الشيباني
• وزير الدفاع السوري: اللواء مرهف أبو قصرة
ومن المقرر أن يعقدا اجتماعات منفصلة مع نظيريهما التركيين لبحث قضايا أمنية، اقتصادية، وإنسانية، أبرزها:
• أمن الحدود المشتركة
• ملف اللاجئين السوريين في تركيا
• مستقبل التعاون في مكافحة الإرهاب
وفي تصريحات سابقة خلال رحلة عودته من بودابست، أشار أردوغان إلى أن على الحكومة السورية “التركيز على تنفيذ اتفاقها مع قوات سوريا الديمقراطية”، والذي ينص على دمج قسد في الجيش السوري، وهو ما تعتبره أنقرة خطوة مهمة نحو إنهاء النفوذ الأمريكي في شمال شرقي سوريا.
وأكد الرئيس التركي: “نتابع عن كثب قضية وحدات حماية الشعب الكردية بشكل خاص. من المهم ألا تصرف إدارة دمشق اهتمامها عن تلك المسألة.”
كما كشف أردوغان كذلك عن تشكيل لجنة رباعية تضم تركيا، سوريا، العراق، والولايات المتحدة لبحث مصير مقاتلي تنظيم داعش المعتقلين في معسكرات تديرها “قسد” شمال شرق سوريا.
وقال أردوغان: “يتعين على العراق أن يضطلع بدور مهم، خاصة أن غالبية النساء والأطفال في مخيم الهول من العراقيين والسوريين، ويجب إعادتهم إلى أوطانهم.”
يُنظر إلى اللقاء بين أردوغان والشرع على أنه تقارب مدفوع بضرورات سياسية وأمنية أكثر منه تقارب استراتيجي. فتركيا تواجه ضغوطًا داخلية متصاعدة بشأن اللاجئين السوريين، فيما تسعى دمشق لكسر عزلتها الإقليمية واستعادة السيطرة على الشمال السوري.
دولياً، يُنتظر أن تراقب الولايات المتحدة وإيران وروسيا هذه الخطوة بعناية، لا سيما في ظل تداخل ملفات حساسة مثل “قسد”، ووجود قوات أجنبية متعددة على الأراضي السورية.
ويرى مراقبون أن هذا اللقاء قد يكون بداية لمرحلة انتقالية في العلاقات، مرهونة بما سيتم الاتفاق عليه عمليًا بخصوص الأمن الحدودي، وعودة اللاجئين، ومستقبل الشمال السوري.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى