مقالات وآراء

القدس في قلب الأمة .. حينما تصبح الأرض قضية مصير

كتب/شحاته زكريا

إن فلسطين التي تحمل في قلبها القدس ، ليست مجرد قطعة من الأرض في الخريطة ، بل هي رمزية حية لأمة تتطلع إلى الحرية والتخلص من ربقة الاحتلال. القدس ليست مجرد مدينة تاريخية ، بل هي محط آمال أمة بأسرها تجسد وحدة الشعوب العربية والإسلامية في مواجهة ما يجري من تهجير، تدمير، ومحاولات لتصفية القضية الفلسطينية.

يُحيط بنا اليوم مشهدٌ متسارع من التحديات التي تواجه شعبا صامدا يعيش تحت نير الاحتلال الإسرائيلي ، في ظروف من القهر والانتهاكات المستمرة. ومع استمرار التصعيد في الأراضي الفلسطينية تزداد وتيرة المعاناة في غزة التي باتت عرضةً للتهجير والدمار الشامل. لكن ما لا يعلمه الاحتلال هو أن هذه الأرض التي حاول اقتلاعها عن جذورها أصبحت أكثر ارتباطا في قلوب العرب والمسلمين.

مصر على وجه الخصوص لا يمكن أن تكون في أي وقت من الأوقات بعيدة عن هذا الصراع. من خلال مواقفها الثابتة والشعبية والرسمية تبرز مصر كأحد أكبر الداعمين لفلسطين تماما كما كانت طوال عقود من الزمن. في مشهد من مشاهد التضامن الشعبي نجد المصريين يرددون هتافات “بالروح بالدم نفديك يا فلسطين” ، وهو ليس مجرد شعور عاطفي بل تجسيد حقيقي لمواقف تاريخية لا يمكن أن تنسى.

يُظهر الشعب المصري من خلال هذه الهتافات أن القضايا الكبرى لا تعترف بالحدود ولا بالمسافات. فحينما يتحول يوم العيد ، وهو يوم فرحة واحتفال إلى يوم يعبر فيه الجميع عن تضامنهم مع فلسطين فإن ذلك يحمل رسالة للعالم بأن مصر هي قلب الأمة العربية ، وأن قضيتها الأولى هي قضية فلسطين.

لقد حاول الاحتلال الإسرائيلي مرات عديدة أن يفرض واقعا جديدا على الفلسطينيين من خلال سياسة التهجير القسري، التي تهدف إلى تصفية الهوية الفلسطينية وتغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة. لكن الفلسطينيين في الداخل والخارج يعارضون هذا المخطط بكل قوتهم مؤكدين أن الأرض الفلسطينية لن تصبح أبدًا خالية من أهلها.

وفي خضم هذا الصراع المستمر تظهر القيادة المصرية واضحة في دعم حقوق الشعب الفلسطيني والوقوف ضد محاولات الاحتلال فرض الحلول الجائرة على حساب أصحاب الأرض. الشراكة المصرية الفلسطينية في محاربة هذه السياسات تتجسد في العديد من المواقف ، سواء في الدعم السياسي أو في تقديم المساعدات الإنسانية للأسر المتضررة من العدوان المستمر.

ما يحدث اليوم في غزة ليس مجرد صراع عسكري ، بل هو معركة وجودية للشعب الفلسطيني. فهي معركة بقاء ضد التصفية ضد محاولات تفكيك الهوية الفلسطينية وضد قوى الاحتلال التي تحاول سلبهم حقهم في الأرض والحرية. من هنا نجد أن أي مسعى يهدف إلى تهميش القضية الفلسطينية أو تجاهل معاناة الشعب الفلسطيني هو بمثابة انتهاك للقيم الإنسانية التي ناضل من أجلها الملايين عبر الأجيال.

لكن رغم كل المعاناة فإن عزيمة الفلسطينيين تبقى قوية وقوة الصمود تتجسد في كل زاوية من قطاع غزة في كل بيت فلسطيني في كل طفل فلسطيني يحلم بالحرية والكرامة. إن رسالة غزة ورسالة فلسطين هي واحدة: أننا لن نتخلى عن أرضنا ولن نتنازل عن حقوقنا، مهما طال الزمن.

والأمل في المستقبل لا يزال قائما. فالعالم العربي والإسلامي يتفاعل مع القضية الفلسطينية ويرفض محاولات تغيير الواقع على الأرض. مصر التي لطالما كانت معقلا من معاقل الصمود العربي ، تظل داعمة للحقوق الفلسطينية وتقف بقوة في وجه كل من يحاول التلاعب بقضية فلسطين.

في النهاية يجب على الجميع أن يتذكر أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية أرض بل هي قضية إنسانية وعالمية تهم كل صاحب ضمير حي. القدس وفلسطين هما قلب الأمة، ولن يظل هذا القلب وحيدا مهما حاول الاحتلال طمس معالمه. فالشعب الفلسطيني سيظل يواجه كل المحن يدافع عن أرضه، ويستمر في مقاومة كل أشكال الظلم والعدوان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى