مصر المحروسة.. لن تنكسر أمام خونة الداخل ولا أنذال الخارج

كتب /شحاته زكريا
لو أن ثورة 30 يونيو قد قطعت طريق العودة على جماعة الإخوان لخمسة عقود فإن وقوفهم اليوم تحت أعلام الاحتلال ، هاتفين ضد مصر سيكون شهادة دفنهم لمائة عام قادمة. فمتى كانت خيانة الوطن وجهة نظر؟ ومتى كان الاصطفاف مع العدو انتصارا لأرض أو لقضية؟!
إن ما نراه من مظاهرات الإخوان الصهاينة أمام سفارات مصر لا علاقة له بفلسطين ولا بالكرامة ، بل هو الوجه القبيح للخيانة حين ترتدي قناع التضامن. هؤلاء الذين تظاهروا في تل أبيب لا يرون في الاحتلال مجرما ولا في المجازر مأساة، كل ما يهمهم هو النيل من مصر ، وتشويه مواقفها ، والتقليل من تضحياتها حتى لو كان الثمن أن يصبحوا أداة في يد العدو ، وصوتا يشوش على الدم الفلسطيني النازف.
لكن مصر التي أسقطت مخطط التهجير وواجهت نتنياهو وترامب وفتحت ذراعيها للمصابين والجرحى ، لا تعبأ بصغائرهم. مصر التي أنقذت المنطقة من الغرق وصمدت حين انهارت العواصم لا تُرهبها بيانات مأجورة ولا يهزها مظهر خائن يلوّح براية العدو.
مصر المحروسة لا تنحني لأنها محروسة بوعي شعبها وبجيشها الذي لا يساوم ، وبقيادة لا تبيع الموقف ولا تتاجر بالألم. إن الذين باعوا أنفسهم للمال السياسي وتآمروا على الوطن من الشاشات والسفارات هم مجرد فقاعات في بحر الوعي المصري تتبدد قبل أن تلوث مياهه.
يا سادة مصر لا تُخترق من الحدود ، ولا تُحاصر من الكلمات. مصر تُقرأ في عيون البسطاء الذين يدعون لها صباح مساء وفي مواقفها الثابتة حين تهتز كل المواقف. اقرأوا التاريخ جيدا فكل من خانها أصبح في مزبلته. وكل من راهن على سقوطها سقط قبله حلمه.
ما يحدث اليوم اختبار جديد لصبر مصر لصلابتها لوحدتها الداخلية. والمؤكد أن مصر كما اجتازت محنا أشد ستخرج من هذه المؤامرة أكثر قوة ، وأكثر التفافا حول نفسها. لأن مصر ببساطة دولة لا تُهزم ولا تُؤخذ على حين غرة ولا تُحكم من الخارج مهما توهم المتوهمون.
ستظل مصر الجميلة القوية الصبورة تحمي القضية الفلسطينية حين يتاجر بها الجميع وتفتح أبوابها للجوعى والمكلومين ، حين يُغلقها الأشقاء. وستظل تحارب الإرهاب وتواجه الأكاذيب وتقود سفينة المنطقة في بحر مضطرب.
تحيا مصر رغمًا عن كل خائن ، وتبقى محروسة بالله ثم بشعبها والعار كل العار لمن باع نفسه بثمن بخس ، وهتف ضد وطنه تحت راية عدوه.