عربي وعالمي

تعزيز العلاقات الثنائية بين النمسا ورومانيا – هاله المغاورى فيينا

في إطار المساعي المشتركة لتعزيز التعاون الإقليمي والدولي، عقدت وزيرة الخارجية النمساوية بيات مينل رايزينجر (Beate Meinl-Reisinger)، يوم الخميس الموافق 24 أبريل 2025 ، اجتماعًا رسميًا مع نظيرتها الرومانية لومينيتسا أودوبيسكو (Luminița Odobescu) في العاصمة النمساوية فيينا. تناول اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين النمسا ورومانيا، بما يعكس التزام البلدين بتوسيع آفاق الشراكة الاستراتيجية بينهما.
أكدت الوزيرة رايزينجر، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع، أن النمسا ورومانيا ترتبطان بتاريخ مشترك طويل، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين راسخة وقوية، خاصة في مجالات الثقافة، والاقتصاد، والروابط الإنسانية. وأضافت أن هذه الروابط تشكل أساسًا متينًا لتوسيع التعاون بين الجانبين، مشددة على أهمية الحفاظ على هذا الزخم لتطوير العلاقات الثنائية.
وأعربت رايزينجر عن سعادتها بافتتاح “فصل جديد” في العلاقات بين النمسا ورومانيا، يقوم على تعميق التعاون وتوسيعه في كافة المجالات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. وشددت على أن تعزيز الحوار السياسي والتنسيق الدبلوماسي بين البلدين سيسهم في بناء شراكة أكثر فعالية وواقعية.
في سياق متصل، أكدت وزيرة الخارجية النمساوية أهمية توحيد الجهود لدعم عملية السلام في أوكرانيا، بما يضمن تحقيق سلام شامل، عادل، ومستدام في المنطقة. كما شددت على ضرورة تعزيز التنسيق بين دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الهجرة غير النظامية، التي تشكل مصدر قلق مشترك يتطلب استجابات موحدة وفعّالة.
من الناحية الاقتصادية، سلطت رايزينجر الضوء على أهمية الاستثمارات النمساوية في السوق الرومانية، مشيرة إلى أن النمسا تُعد ثاني أكبر مستثمر أجنبي في رومانيا. وقد تجاوزت قيمة هذه الاستثمارات 12 مليار يورو، وأسهمت – سواء بشكل مباشر أو غير مباشر – في خلق نحو 100 ألف فرصة عمل داخل الأراضي الرومانية. واعتبرت أن هذه الأرقام تمثل ركيزة أساسية لتعزيز العلاقات الاقتصادية والانتقال بها إلى مستويات أكثر تطورًا.
يأتي هذا اللقاء في إطار توجه استراتيجي من قبل الحكومتين النمساوية والرومانية لتعزيز التكامل والتعاون في ملفات متعددة تشمل الاقتصاد، الأمن، الهجرة، والثقافة. ويُتوقع أن تسفر هذه الديناميكية الجديدة عن مشاريع مشتركة مستقبلية وتنسيق أكبر داخل المحافل الأوروبية والدولية.
ختامًا، يعكس اللقاء بين رايزينجر وأودوبيسكو حرص الجانبين على بناء علاقات ثنائية متينة تقوم على الثقة والمصالح المشتركة، في وقت يشهد فيه العالم تحديات جيوسياسية متزايدة تتطلب تكاتفًا وتعاونًا دوليًا على كافة المستويات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى